دردشات ، هي أمسية حوارية أقامتها جماعة ألق الفوتوغرافية مع الفنان منير آل حماد ، للحديث عن تجربته الشخصية في تصوير الفن المفاهيمي والتجريدي ، وقد أقيمت على منصة زووم ( عن بُعد ) بسبب الأوضاع الراهنة في المنطقة بسبب جائحة كورونا . وكان ذلك مساء الأربعاء 20 مايو 2020 م .
استهل الحماد حديثه عن بداية مسيرته الفوتوغرافية وكيف اتجه حديثاً ليهتم بالتصوير التجريدي والمفاهيمي وأنه حديث عهد في هذا المجال و أن بدايته كانت تعتمد على أسلوب واحد فقط وهو نمط التكرار للحصول على عمل تجريدي، ولكنها بعد ذلك تطورت لتشمل عناصره الرئيسية كالشكل والخط واللون وغيرها . موضحاً بأن فن التجريد قد يكون بتصوير التفاصيل ، أو بتبسيط العناصر قدر الإمكان . معبراً عن هذا الفن بأنه مساحة حرة للمصور ، يستطيع المصور أن يتحرك فيه بما يروق له ويتناغم مع شغفه وحبه . لافتاً بأن هذا الفن ليس مجرد من المشاعر ، وإنما يحوي على مشاعر مبطنة ودلالات خاصة .
وفي مداخلة الفنان علي الأمرد سأله عن دلالة الألوان في الصورة التجريدية وعما إذا كانت هنالك عدسات خاصة ينصح بها لهذا النوع من التصوير ! أوضح الحماد أن المسألة قد تكون مسألة ذوقية وأنها تعتمد على ذات العمل . فبعض الأعمال تكون أقوى بألوانها الهادئة والفاتحة وإبراز الظلال فيها ، وبعض الأعمال قد تحتاج إلى ألوان ناصعة لخلق التباين . موضحاً أنه يميل إلى تجربة التونات اللونية على أعماله والتي قد تعطي تأثيراً ايجابياً للصورة . ويمكن للمصور استخدام أي عدسة مناسبة حسب الحاجة وحسب الفكرة ، مستطرداً بأن العدسات المقربة قد تكون أنسب في كثير من الأحيان لخصائص التقريب فيها ، خصوصاً مع تجريد المباني المعمارية الضخمة . كما أن التصوير بعدسة الهاتف الذكي قد تخدم المصور كثيراً وذلك لصغر حجم الجهاز ووجوده في جيبك في كل زمان ومكان . موضحاً بأن كثير من أعماله باستخدام عدسة الهاتف الذكي .
وفي مداخلة للفنان حسين العلو سأله فيها عن مشروعه الأخير . أجاب الحماد بأنه وبسبب الحظر وعدم القدرة على الخروج للتصوير في ظل أزمة كورونا ، فقد عكف على تجربة التصوير المفاهيمي داخل المنزل باستخدام الفلين والرسم والتصوير ثم المعالجة في سلسلة من الصور تحكي عوامل النجاح لدى الناس ، إذ كل شخص يسعى للنجاح بطريقته الخاصة ، ليستعرض من خلالها أثر التفكير ومستوى الصعوبات التي قد يواجهها الشخص . وقد عقّب على ذلك الفنان العلو بأن هنالك بعض الطرق التي يمكن للمصور اتباعها لإيصال المفهوم للمتلقي مثل تضمين العمل ببعض العناصر ذات الدلالات الواضحة ، أكانت دلالة لونية أو دلالة ثقافية في عرف المجتمع مستعرضاً بعض الأمثلة في ذلك .
وفي مداخلة للفنان سراج آل قريش ، سأل الحماد عن مصادر الإلهام ؟ وعما إذا كانت هنالك مشاكل في تصوير المباني وهل تحتاج إلى إذن ؟!
أجاب الحماد وبحسب تجربته بأنه من الضروري تدريب العين على التجريد بشكل دائم ومكثف حتى تعتاد على هذا الفن . وأن على المصور أن يكون دقيق الملاحظة و شديد المتابعة . ناصحاً الجميع الإطلاع على أعمال الفنانين المهتمين بهذا الجانب خصوصاً غير العرب وذلك لكثرتهم وابداعاتهم . وأما بخصوص تصوير المباني فهو شخصياً لم يتلقى أي منع ولم يواجه أي مشكلة ، داعياً المصورين إلى ضرورة احترام اللوائح في حال منع التصوير خصوصاً داخل المباني.
وفي مداخلة للفنان علاء الشرفاء ، قال بأن التصوير المفاهيمي يفضل أن يترك للمتلقي حرية قراءة العمل ، حتى إن لم يصل لذات الفكرة التي أرادها الفنان .فالصورة المفاهيمية يجب أن تكون مفتوحة الخيال .
وقد علق الفنان أسامة آل شبر بأن سماع الفنان لحوار المتلقين وتحليلهم لمفهوم الصورة قد يكون أجمل من الفكرة الرئيسية التي حملها الفنان فمجرد إثارة النقاش حول العمل هذا يعتبر نجاح للعمل . داعياً الفنانين لاستغلال إمكانياتهم الفنية والتقنية للخروج بعمل فني تجريدي ومفاهيمي مميز .
وفي ختام الحوار ، أثار الفنان علوي العباس بعض التساؤلات عن علاقة فن التجريد التشكيلي بفن التجريد الفوتوغرافي ، وعلاقة الفن السريالي بالفن المفاهيمي وهل هنالك فناً سريالياً فوتوغرافيا ؟ والتي تم التحاور فيها بعد ذلك على مجموعة أسرة ألق في الواتساب .
وفي ختام الأمسية الحوارية شكر الأمرد الفنان منير آل حماد على قبوله هذه الدعوة الألقية وعلى هذا الحوار الشائق مع ألق ، كما قدم شكره للأعضاء الحاضرين والمشاركين بمداخلاتهم الإثرائية . وقد أعرب الفنان منير آل حماد في مسك الختام عن شكره وامتنانه لهذه الاستضافة داعياً جميع محبي التصوير الضوئي لتجربة هذا النوع من الفنون .
تقرير : علي الأمرد