قدم الفنان محمد الخراري محاضرة قيمة جداً للمصورين تحت عنوان “إلى عملٍ أعمق ” ضمن فعاليات معرض مشاعر التي تنظمه ألق جماعة التصوير الضوئي بالخويلدية على صالة نادي الخويلدية الرياضي . وذلك مساء يوم الأحد ليلة الإثنين ١٧/يناير/٢٠١٦م . تحدث في بدايتها عن عوامل اكتمال العمل الفوتوغرافي ، وأهمية إلمام المصورين بأضلاعه الثلاث : التكوين والفكرة والإضاءة . داعياً الفوتوغرافيين إلى ضرورة الإطلاع على ماكتب في هذا المجال وأنه أوسع من مجرد قاعدة أثلاث وخطوط ومنحنيات وإتزان وتوزيع كتل وفراغات وماإلى ذلك..
ثم تحدث الفنان الخراري عن الإضاءة ، وأهميتها في أخذ عين المتلقي لرؤية أشياء معينة في العمل الفني هي في ذات الفنان . موضحاً ان الفنان قد يزعج العين من خلال العتمة او عدم التركيز لعناصر معينة لإجبارها بالتوجه إلى الموضوع . مستشهداً ببعض الأمثلة العالمية .
وبعدها تطرق إلى الموضوع أو الفكرة وأهيمتها وأهمية عمقها . معرفاً من خلالها أشهر المدارس الفنية كالدينية والأدبية والتاريخية والصحفية والتعبيرية والمفاهيمية والتجريدية .. والمحاور الضوئية التي تتداخل فيما بينها كتصوير البورتريه والطبيعة الساكنة وحياة الناس وغيرها . موضحاً ذلك ببعض الأمثلة . داعياً إلى استنطاق الروايات الأدبية والدينية والتاريخية في الأعمال وتجسيدها فنياً . محفزاً المصورين إلى الإبداع وتنفيذ رؤاهم الفنية وإخراجها للناس حتى وإن عابها البعض . مؤكداً بأن الجمال بحد ذاته غاية لدى بعض النقاد وليس بالضرورة أن يكون العمل له هدفية أخرى . فيكفي أن يكون ناتج العمل جميلاً وأنه قد التقط بالكاميرا حتى وإن تلاعب به بالفوتوشوب .
ثم تحدث عن بعض المدارس الفنية ، كالتصوير المفاهيمي والذي يعتبر مجال خصب وواسع جداً وفيه مساحة كبيرة للخيال ونتاج لفكر المصور الخاص . مشيدا ببعض الصور المفاهيمية الموجودة في معرض مشاعر . مركزاً على أهمية أن تكون جميع العناصر المستخدمة في العمل من تصوير الفنان نفسه . داعياً إلى الانفتاح والإبداع وأن لايضيق الفوتوغرافي على نفسه .. حتى لو بالمحكاة في البداية ريثما يتفرد بأسلوبه الخاص بعد ذلك.
وقال الخراري أن القصة في العمل الفني ليست بالضرورة أن تكون هي التي يريدها المصور . وإنما القصة هي التي ينشؤها المتلقي من خلال قراءته الخاصة بعملك المفتوح . معرّجاً على الأمور التي تجعل أعمالنا أكثر عمقاً وجاذبية وإثارة .
وتحدث الفنان بعد ذلك عن الشكل والمضمون في الصورة وجدلية الشكل والمضمون . حيث يسعى الأول غلى أن يكون الغلبة للشكل وذلك لإثارة العين وبعد ذلك سيثير الشكل التساؤلات عن الأفكار والمضامين التي وراء الصورة . بينما يميل أنصار المضمون إلى أهمية المضمون أولاً وذلك لتحريك المشاعر والعاطفة . مستشهداً ببعض الأمثلة الواقعية . ومؤكداً ان كل منهما يحقق الآخر فالمضمون يحفزك للشكل . والشكل يحفزك للمضمون .
كما تطرق إلى أهمية الرؤية في العمل الفني من أجل أن يكون العمل عميقاً . مستعرضا بعض النماذج المختلفة من الفنون : الرسم التشكيلي ( مثل van gogh ) ومثل يوسف كارش الذي اهتم بالشكل ولكن غلبت على اعماله الانطباعات وارتباط التكوين بمضمون العمل في تصوير الشخصيات . مؤكداً أن الرؤية لاتصقل إلا بالقراءة المكثفة .
كما تطرق إلى أعمال الصحفي البرازيلي المصور sebastiao salgado وعن رؤيته الخاصة في تصوير المهجرين والنازحين التي تستنطق المشاعر والفروق الفردية لديهم رغم بساطتهم وماقدموا للبشرية من خلال كدهم وعملهم . وكيف أنتج كتاباً خاصاً لرؤيته تحت عنوان “سفر التكوين” .
وبعد فتح باب الأسئلة وبعض المداخلات من الحضور ، قدم رئيس الجماعة علي الأمرد شهادة الشكر والتقدير للفنان محمد الخراري ، مثمناً هذا الكيف العميق الذي تطرق إليه الخراري في محاضرته وأهميتها في تحويل أعمالنا من مجرد أعمال شكليه إلى أعمال فنية ذات مضمون مميز ورؤية عميقة .
تقرير : علي الأمرد – تصوير : علاء الشرفاء و جاسم العبدرب الرسول