في أول فعالية بعد افتتاح معرض “مشاعر” ، استضافت ألق جماعة التصوير الضوئي بالخويلدية ، فناناً شاعرياً وشاعراً متمكناً .. استطاع بعدسته وأحاسيسه اقتناص المشاعر الإنسانية في أعماله الفنية ، ليقدم محاضرة قيمة تحت عنوان “إلتقاط المشاعر” مع الفنان الشاعر حبيب المعاتيق . وذلك مساء يوم السبت ليلة الأحد ١٦/يناير/٢٠١٦م على صالة المعرض بنادي الخويلدية الرياضي .
وتحدث الفنان في بداية حديثه عن مراحل صناعة العمل الفني للفوتوغرافيين وهي الصُنعة والفن والعاطفة .
معرفا الصُنعة بأنها النواحي التقنية للتصوير مثل التحكم بسرعة الغالق وفتحة العدسة والآيزو وبقية الأمور التقنية في آلة التصوير . وأن هذه المرحلة قابلة للتعلم من أي شخص . موضحاً بأنها لاتعطي الشخص لقب فنان بمجرد اتقانه للصنعة. موضحاً ذلك ببعض الأمثلة في الفنون الأخرى كالفرق بين الشعر والنظم . وتطرق بعد ذلك إلى المرحلة الثانية وهي الفن ، والتي يقصد بها الشرائط الجمالية والحسية والإبداعية والأفكار المتجددة على العمل الفني . وهذه الأمور تعتمد على الموهبة بالدرجة الأولى وكذلك على الممارسة والتطوير المستمر . أما المرحلة الثالثة وهي الأهم والتي تعطي الفنان اسمه الحقيقي ، وهي حضور العاطفة والمشاعر في أعماله الفنية . معبراً عنها بروح العمل الفني . فهي التي تعطي العمل الفني قيمة كبيرة . خصوصاً في تلك الصور التي يدخل فيها الإنسان كعنصر رئيسي . مثل تصوير البورتريه وحياة الناس والشارع . وقد عرّفها بأنها نقل الإحساس من الصانع إلى المتلقي .فمجرد الصنعة والفن لاتكفي هذه الأعمال ، بل لابد من حضور العاطفة فيها .
وبعد استعراض بعض الأعمال والمشاعر فيها وكيفية اقتناصها ، تحدث عن الفرق في العاطفة بين الفنون . ففي الفنون الأخرى كالرسم التشكيلي أو الشعر فإن الفنان هو من يخلق العاطفة فيها ويوصلها إلى المتلقي فهي علاقة طولية . أما في التصوير الضوئي فالفنان يرصد تلك المشاعر من شخص ما وينقلها إلى المتلقي وهي علاقة عرضية . موضحاً الكثير من العقبات والصعوبات التي تواجه المصورين للحصول على العاطفة الحقيقية والإنفعال العاطفي كما هو ساعة وقوعه . وهي ( العاطفة البكر ) كما وصفها الفنان حبيب المعاتيق . مؤكداً بأن الفوتوغرافي يحتاج أيضاً إلى المشاعر لكي يتفاعل مع الحدث ويستطيع اقتناص ورصد المشاعر بشكل أمين . معرّفا بأن المشاعر ليست فقط الفرح والحزن كما يختزلها البعض .. بل هي واسعة جداً ، كالترقب والخوف والحب والإنكسار والإنتظار والأمومة والصداقة وغيرها ..
وفي ختام المحاضرة القيمة ، قدم الفنان المعاتيق مجموعة من النصائح للمصورين لرصد المشاعر والعاطفة ، كأثر العدسات المستخدمة وأثرها على الموضوع . والبحث عن افضل الزوايا التي تتيح ابراز المشاعر ، والبحث عن العاطفة بعيداً عن العين والوجه ، واقتناص لحظات المفاجأة . ناصحاً المصورين في حياة الشارع بأهمية التحدث مع الأشخاص ووضع الكاميرا جانباً بعض الوقت . وأهمية الرجوع للمكان أكثر من مرة للحصول على أفضل النتائج . وأهمية التفكير في طرق غير تقليدية للحصول على عواطف حقيقية بعيداً عن التصنع .
وفي ختام المحاضرة ، تقدم رئيس الجماعة علي الأمرد بباقة الشكر والتكريم إلى الفنان المعاتيق على محاضرته القيمة والعميقة . والتقطت بعدها صورة جماعية للحضور الكريم .
تقرير : علي الأمرد – تصوير : علاء الشرفاء .