عندما يتذكر المرء حدثاً معيناً ويحكي قصته للناس ؛ عندها يمر شريط الصور في مخيلته فيحاول جاهداً رسم الحدث عند المتلقي من خلال ذكر التفاصيل ، فكيف يمكن لنا أن نحكي هذه القصة من خلال الصور؟
هذا ما ابتدأ به الفنان نسيم عبدالجبار محاضرته – والتي ألقاها على صالة ألق بنادي الخويلدية مساء يوم الخميس ليلة الجمعة في الثاني من نوفمبر 2017 م – بعد أن طلب من الحضور أن يغمضوا أعينهم لمدة دقيقة ويفكروا في حدث أو موقف حصل لهم سابقاً والمحاولة بعد ذلك في نقل القصة من مخيلة المتحدث إلى المستمع.
وعرّف العبدالجبار في بداية حديثه صناعة الذاكرة بأها الصور التي تصنع ذاكرتنا من خلال المخيلّات واللاشعور لدينا ، كما عرّف القصة المصورة لغوياً بأنها الحدث الذي يتم سرده من خلال وصف الشخوص والزمان والمكان والفكرة المرتبطة به. أما عن عناصر القصة الفوتوغرافية فهي :
1 –اللقطة التأسيسية وهي الصورة التي تكون مدخلاً للقصة وتبين البيئة وكامل المكان المراد نقل الحدث منه.
2- التفاصيل ، وهي الصورة التي تركز على تفاصيل الحدث ونقل صورته بشكل مقرب.
3-التقاط النشاط والفعالية وهو نقل الموضوع من القصة والنشاطات التي تجري فيه.
4- العلاقة بين العناصر ، أي الربط بين علاقة الشخص أو الموضوع مع باقي العناصر الموجودة ضمن الصورة فيكون موضوعاً واحداً مترابط العناصر.
كما تحدث الفنان نسيم عن البورتريه والشخوص ، حيث يفترض من أي صورة أي ترتكز حول شخص ما ، بحيث تظهر ملامحه وتعابيره ولباسه . ويستطيع المشاهد من خلالها معرفة مهنته وطبيعته. مستشهداً بالوكالة الإخبارية الفرنسية والتي تعتمد على نقاط أساسية في نقل القصة المصورة ، الشخصية ، المكان والموضوع .
تجارب وقصص مصورة:
واستعرض الفنان مجموعة من التجارب الفنية ، مثل تجربة لمصورة إيرانية تنقل تفاصيل الحياة اليومية والحرب، كيف أن تنعكس تلك الحياة على البيت وأعضاء الأسرة والأشياء التي تتغير في الشخص العائد من الحرب. وتجربة يوم دراسي ، وهي تجربة مصورة للفنان نقل من خلالها صوراً تحكي قصة لأحد مدارس مدينة كارجيل التي تقع في منطقة كشمير بالهند. كما استعرض تجربة “سور اللواتية” وهي أيضاً مجموعة من الصور لسور اللواتيا والذي تقع في مطرح في دولة عمان وهي منطقة أثريةتتميز أبنيتها بروعة تصميمها الهندسي، كما تتسم شرفاتها الامامية المطلة على الطريق البحري بالطابع الإسلامي الجميل .
وفي الختام وجه الحضور مجموعة من الأسئلة . وتحدث الفنان أثير السادة في مداخلة قائلاً : ” الحكاية لا تحتاج إلى مكان في ظل وجود المادة، فكما في الروايات قد يكون المكان حالة وجدانية فقط، تسمع وتحس بذلك المكان ولكن لا تعرف طبيعته وهوّيته وماهيتّه، قد يكون في صورة البورتريه عنصر ينقل القصة مثل الملامح وتغيّرها بشكل متسلسل هي الحكاية لا المكان”.
تقرير وتصوير : سراج آل قريش