في الليلة الثالثة من افتتاح معرض “هي الخُط” ، استضافت ( ألق ) جماعة التصوير الضوئي بالخويلدية الفنان محمد الناصر للحديث عن تجربته في تصوير حياة الناس او كما يصطلح عليها حياة الشارع . وقد ابتدأ الناصر حديثه بطرح مجموعة من الاستفسارات على المصورين الحضور ، لاستقصاء الدافع الرئيسي لهم في تصوير حياة الناس ، ليفتتح بعدها محاضرته القيمة باستعراض بعض التجارب المحلية في تصوير هذا النوع من الفن كالفنان أثير السادة الذي صوّر ووثق خلال سنين عديدة حياة منطقة القطيف وطبيعتها الجميلة ، والفنان زهير الطريفي من الأحساء الذي يزور بعض القرى والمدن ليوثق حياة أهلها ويعود لهم بعد ذلك بمجموعة من صورهم المطبوعة في محاولة طيبة لتغيير مفهوم نظرة الناس للمصورين. وغيرهم ..
ثم تحدث الفنان الناصر بأن أكثر المصورين يهدفون من تصويرهم لحياة الشارع توصيل معاناة الناس وفقرهم وألمهم للناس ليوصلون رسالة ما إلى العالم ! ولكن المصورين يختلفون في كيفية ايصال تلك الرسالة ! موضحاً السيناريو الروتيني لدى المصورين ، حيث أنهم يسافرون للبلدان البعيدة ويقومون بتصوير معاناة الناس هنالك ، ثم يرجعون إلى بلدهم ويقومون بفرز الصور وتعديلها ونشرون أعمالهم بعد ذلك . منتقداً بشدة طرق فرز الصور وتعديلها لدى المصورين ، حيث عادة يلجأ المصور في فرز صوره إلى معايير تقنية بحتة ، كجمال التكوين والخطوط وحسن استغلال الإضاءة وغيرها .. متناسياً رسالته والمشاعر الإنسانية لدى ذلك الرجل الذي قام بتصويره . معبراً عن ذلك بأنها أنانية واستغلال للبساطة والفقر حتى وإن أعطى المصور بعضاً من المال للرجل مقابل لقطة لحالته المعيشية !
ثم عاد ليؤكد الفنان محمد الناصر على أن تصوير حياة الناس رسالة ويجب أن يكون هنالك هدف واضح ، فضلاً عن تقديم يد العون والمساعدة الحقيقية لهؤلاء الفقراء والمحتاجين وليس فقط لنشر صورهم في الانترنت والمسابقات والحصول على ميداليات الذهب!! مستشهداً بتجربة الفنان آدم براون ، الذي سافر لمناطق نائية ليسأل الأطفال عن أمنيتهم الوحيدة التي يحلمون بها ! فأجابه أحد الأطفال : قلم رصاص ! (لرغبة الطفل في التعلم ) .. الأمر الذي غير مجرى حياة آدم براون كلياً ..وسعى بعد ذلك لعدة مشاريع في جمعيته الخيرية ليفتتح بعدها أكثر من 250 مدرسة في مناطق فقيرة حول العالم.
وقبل الختام ، عرض الفنان الناصر عدة كتب تتحدث في الجانب الإنساني قبل التصوير ، مثل Photography As Activism و lens on life و Road to seeing و humans of New York . وأتبعها بعرض تجربته القصيرة في تصوير حياة الناس ، حيث زار أكثر من 20 مدينة ولم يكن هدفه إلا الاستكشاف والحصول على صور رائعة والمشاركة بها في المسابقات العالمية . إلا انه غير تفكيره مؤخراً وقام برسم الأهداف والتخطيط لها .. ليرتقي بذاته قبل أعماله .
وبعد أسئلة الحضور الغنية والثرية ، شكر رئيس الجماعة علي الأمرد الفنان الناصر على محاضرته القيمة ورؤيته الرائعة لهذا الفن ، كما قدم الشكر لجماعة ضوء وظل بصفوى على حضورهم .. ثم سُلمت شهادة الشكر والتقدير بحضور الفنان الخراري والفنان المسعود والفنان العبدالجبار .
تقرير : علي الأمرد- تصوير : احمد اسماعيل وعلي الأمرد